إن الجمع بين الحرارة الشديدة وطرق القيادة القاسية يمكن أن يدفع بمحركات السيارات إلى أقصى قدرات التشغيل – خاصة في مناطق مثل الإمارات حيث تتجاوز درجات الحرارة في الصيف بشكل طبيعي الـ 45°درجة مئوية. إن ارتفاع حرارة المحرك ليس فقط مجرد أمر مزعج؛ بل هو خطر جسيم قد يؤدي إلى أضرار ميكانيكية مكلّفة بل وحتى إلى اشتعال النار في السيارة نفسها.
في الواقع، أبلغت السلطات الإماراتية عن 1,134 حالة حريق في المركبات عام 2022، من بينها نسبة 71% في سيارات الركاب. وعلى المستوى العالمي، يطلق خبراء سلامة الطرق التحذيرات أيضاً – إذ تحذر منظمة الصحة العالمية (WHO) من أن التغير المناخي يجعل موجات الحر أكثر تكرارًا وشِدّة. وفي هذا الدليل نجمع بين رؤى الخبراء والإحصاءات الرسمية والنصائح العملية (للسائقين في الإمارات وحول العالم) من أجل مساعدتك على فهم أسباب ارتفاع حرارة المحرك، وكيفية الوقاية من ذلك، وما يجب عليك فعله إذا حدث الأمر معك.
لماذا يعتبر ارتفاع حرارة المحرك أمرًا خطيرًا
يمكن أن يحدث ارتفاع في حرارة محرك السيارة بسرعة ودون سابق إنذار، مما يحول رحلة القيادة العادية إلى حالة طوارئ. تم تصميم المحركات الحديثة للعمل عند درجات الحرارة العالية، ولكن ذلك فقط حتى درجة معينة (عادةً حوالي 90°مئوية). والتي عندما يتم تجاوزها، قد يحدث تلفًا للأجزاء المعدنية، ويجف زيت الفرامل، ويظهر خطر حدوث أضرار جسيمة في المحرك بوضوح. قد تصل حرارة المحرك الداخلية إلى (127°م) أو أكثر – وهي درجة حرارة كافية لتوقف المكابس عن الحركة أو تلف الحشوات. وإذا لم يتصرّف السائق في الوقت المناسب، فقد يتوقف المحرك ذو الحرارة المرتفعة عن العمل أثناء القيادة على الطريق أو، الأسوأ من ذلك، أن يندلع فيه حريق نتيجة غليان السوائل وذوبان المكونات.
وقد سلّطت السلطات الإماراتية الضوء على هذا الخطر: فوفق تقرير لوزارة الداخلية لعام 2024، فإن نسبة 43% من حرائق المركبات كان سببها المباشر هو حرارة الصيف القصوى. وخلال موجة الحر العام الماضي (عندما سجّلت بعض مناطق الإمارات رقماً قياسياً بلغ 52°م)، تم الإبلاغ عن 2,189 حالة حريق سيارات في أبوظبي ودبي وحدهما – مما يؤكد مدى خطورة عواقب ارتفاع الحرارة.
وفي الولايات المتحدة، تُعدّ أعطال المركبات المرتبطة بالحرارة العالية أيضاً مصدر قلق رئيسياً؛ إذ توضح خِدمة الأرصاد الجوية الوطنية أن الحرارة الشديدة تُعد أخطر ظاهرة جوية مسببة للوفيات في البلاد، بجانب تأثيرها على سلامة المركبات والطرق.
وبعيداً عن المخاطر الميكانيكية، فإن السيارة التي يتعرض محركها للحرارة المرتفعة للغاية يتعرض ركابها للخطر الفوري. إذا ظهر بخار أو دخان من أسفل غطاء المحرك، فقد تنخفض الرؤية نتيجة لذلك وقد لا يدرك السائقون الآخرون على الطريق ما الذي يحدث. كذلك يوجد أيضًا خطر إمكانية الإصابة بضربة الشمس وذلك إذا أدى تعطّل السيارة بسبب ارتفاع حرارة المحرك إلى توقفك بها على جانب الطريق تحت أشعة الشمس الحارقة دون تكييف. تؤكد مؤسسات الصحة أن الحرارة المفرطة قد تؤدي إلى فشلٍ في أداء وظائف الأعضاء أو الوفاة إذا تم جلوس الأفراد (أو الحيوانات الأليفة) في سيارة شديدة السخونة. وللأسف، فإن الأطفال هم الأشد عرضةً لذلك الأمر – فضربة الشمس داخل المركبة هي السبب الرئيسي للوفاة بين الأطفال في غير حالات التصادم. ففي الولايات المتحدة وحدها، توفي 39 طفلاً عام 2024 نتيجة تركهم في سياراتٍ ارتفعت داخلها الحرارة للغاية، وذلك بزيادة قدرها 35٪ عن العام السابق.
مما سبق تبيّن لنا هذه الحقائق أن الوقاية من ارتفاع حرارة المحرك وإدارة تلك المشكلة لا تقتصر على مجرد حماية المحرك فحسب؛ بل يمكن أن تنقذ الأرواح أيضاً.
الحرارة وأعطال المركبات: ماذا تقول الأرقام
من أجل استيعاب مدى أهمية العناية بمحرك السيارة خاصة خلال فصل الصيف، إليك هذه الإحصاءات ذات المصادر الموثوقة:
- ارتفاع معدل الأعطال خلال موجات الحر:
تشير نوادي السيارات إلى أن معدل أعطال السيارات يرتفع بشكل ملحوظ في الأيام الحارة. وتظهر بيانات AAA (الرابطة الأمريكية للسيارات) أنه عندما تتجاوز درجة الحرارة خارج السيارة 38°م، يرتفع معدل مكالمات طلب المساعدة على الطريق بنحو 10% بسبب ارتفاع حرارة المحركات في المقام الأول يليها انفجارات الإطارات وعطل البطاريات. وفي الواقع، فإن كل مرة ترتفع فيها الحرارة خارج السيارة إلى نحو 32°م، تشهد الرابطة الأمريكية للسيارت زيادة تقريبية بنسبة 20% في مكالمات الطوارئ بخصوص المركبات المتعطلة. فكما يصف خبراء الرابطة، فإن الحرارة الشديدة «ترهق المركبات»، حيث تضغط على أنظمة التبريد والإطارات والبطاريات.
اقرأ أيضاً : نصائح أساسية لسلامة وصيانة الإطارات للسائقين في الإمارات - حرائق المركبات أثناء الصيف في الإمارات:
كما ذُكرنا سابقاً، تم ربط نسبة كبيرة من حرائق المركبات في الإمارات بحرارة الصيف الشديدة؛ فقد بلغت نسبتها 43% من إجمالي الحرائق عام 2024. ويرجع السبب الأساسي في هذه الحرائق إلى إهمال عملية الصيانة. وتُشير مجموعة Road Safety UAE إلى أن معظم حرائق السيارات ناتجة عن أعطال ميكانيكية أو كهربائية تفاقمت بسبب ضعف الصيانة. ولهذا، تحث وزارة الداخلية والدفاع المدني السائقين على الانتباه لضرورة وحتمية إجراء الفحص لسياراتهم قبيل دخول فصل الصيف – وهي الرسالة التحذيرية التي يتجاهلها الكثيرون. وأظهر استطلاع للرأي أن 28% من سكان الإمارات لا يخضعون سياراتهم للفحص قبل الصيف، رغم ظروف الجو القاسية. مما يعد إهمالًا خطيراً: «إن صيانة السيارات في فصل الصيف ضرورية لمنع اندلاع الحرائق الخاصة بها»، كما يؤكد توماس إيدلمان من RoadSafetyUAE. - مدى جاهزية السائق:
أظهر استطلاع آخر في الإمارات أن بعض السائقين لا يعرفون كيفية التصرف عند ظهور علامات ارتفاع حرارة المحرك، وأن 8% من السائقين أكدوا أنهم لا يعرفون ما يجب عليهم فعله في حالة إرتفاع درجة حرارة المحرك بالفعل. حيث كان السائقون الشباب من عمر (18–24 سنة) هم الفئة الأقل ثقة في مدى معرفتهم بكيفية التصرف عند حدوث مثل هذا الأمر. وعلى نحو آخرعبّر جزء صغير ولكنه مثير للقلق منهم عن أنهم قد يصابون بالذعر ويتصلون بخدمات الطوارئ (999) على الفور، وهو ما ليس بالإجراء الأمثل في البداية. هذه النتائج تسلّط الضوء على فجوة تعليمية تعمل حملات التوعية و الأدلة الإرشادية مثل هذا الدليل على ملئها. - درجات الحرارة داخل السيارة:
لا يخفى على أحد أن السيارة المركونة ترتفع درجة حرارتها، لكن الأرقام مخيفة: فوفقا لبحث تم إجراؤه بواسطة المجلس الوطني للسلامة (NSC) وموقع NoHeatstroke.org، في يوم بلغت درجة الحرارة فيه 27°م، وجد أن درجة الحرارة داخل السيارة (حرارة المقصورة) ترتفع إلى 37°م خلال 10 دقائق، وتصل إلى درجة 43°م الشديدة خلال 20 دقيقة. وفي الأيام شديدة الحرارة (35°م فما فوق)، قد تتجاوز درجة الحرارة داخل مقصورة السيارة أكثر من 50–60°م حتى مع فتح النوافذ قليلاً. ولهذا السبب، لا يجب أبدًا ترك الأطفال أو الحيوانات الأليفة داخل سيارة مركونة خلال فصل الصيف حتى ولو لدقائق قليلة. وعلى مستوى العالم، أطلقت السلطات حملات تحت اسم «تحقّق قبل الغلق» للحدّ من هذه الحوادث؛ فقد سجّلت إدارة السلامة المرورية الوطنية الأمريكية وفاة أكثر من 1,000 طفل داخل السيارات بسبب حرارة المقصورة المرتفعة وذلك خلال الـ 25 عاماً الماضية، وهو الأمر الذي كان من الممكن تجنبه.
ومن الإحصاءات أعلاه نرى أنها تؤكد على نقطتين: الأولى، أن مشاكل السيارات بسبب ارتفاع الحرارة شائعة – والثانية أنه غالباً ما يمكن الوقاية منها بالإجراءات الاحترازية المناسبة. في القسم التالي، نستعرض الأسباب الرئيسية لارتفاع حرارة محرك السيارة وكيف يمكنك تقليل المخاطر عند حدوث هذا الأمر.
الأسباب الشائعة لارتفاع حرارة المحرك
يعمل محرك سيارتك عن طريق حرق الوقود وتوليد الاحتكاك، مما ينتج الطاقة ولكن ينتج أيضاً الكثير من الحرارة. يتولى نظام التبريد (الرادياتير، سائل التبريد، مضخة الماء، الترموستات، المراوح، وما إلى ذلك) تنظيم هذه الحرارة، والحفاظ على المحرك ضمن نطاق التشغيل الآمن (عادةً حوالي 90°م). يحدث ارتفاع الحرارة عندما يؤدي شىء ما إلى تعطيل عملية تنظيم الحرارة، مما يسمح لدرجة الحرارة بالارتفاع. ومن أكثر الأسباب شيوعاً ما يلي:
- نقص أو تسرّب سائل التبريد:
يُعدّ نقص سائل التبريد (مضاد التجمد) السبب الأول لارتفاع حرارة المحركات. إن أي تسرب لسائل التبريد—سواء من مبرّد متشقق أو خرطوم مفكوك أو حشية تالفة—يجعل النظام يفقد قدرته على الضغط ولا يضخ السائل بفعالية. حتى التسريب البسيط قد يخفض مستويات السائل تدريجياً، وأي فقدان يقلل قدرة النظام على امتصاص وتبديد الحرارة. إن فحص مستويات سائل التبريد بانتظام (والتحقق من وجود بقع على الأرض تحت السيارة) يساعد على اكتشاف التسريبات مبكراً؛ وإن شممت رائحة عطرة أو لاحظت بركة ملونة على الأرض تحت المحرك، فعليك فحص النظام فوراً. - خلل الترموستات:
يعمل الترموستات كصمام يبقى مغلقاً عند برودة المحرك (لتسريع الإحماء) ويفتح عند الوصول لدرجة حرارة التشغيل العادية، ليتدفّق السائل. إذا انحشر صمام الترموستات أو لم يفتح بالكامل، فسيُعيق تدفق سائل التبريد، مما يؤدي إلى ارتفاع الحرارة سريعاً لأن السائل الحار يتم حبسه داخل المحرك.ومن العلامات الدالة على تلف الترموستات ارتفاع حرارة المحرك بسرعة بعد التشغيل أو سماع صوت طرقعة عند اصطدام سائلٍ ساخنٍ جدا بسائلٍ أبرد في الرادياتير. - كسر مضخة الماء:
تعتبر مضخة الماء بمثابة قلب نظام التبريد—فهي تعمل على ضخ سائل التبريد عبر كتلة المحرك والرادياتير. إذا تعطل صمام المضخة أو انقطع السير، فلن يتدفق السائل كما يجب. غالباً ما يتسبب عطل مضخة الماء في ارتفاع الحرارة عند السرعات العالية (حين يعمل المحرك بجهد) أو في حدوث قفزة سريعة في درجة الحرارة مصحوبة بعلامة تحذير. أصوات الصرير أو تسربات السوائل قرب موقع المضخة هي إشارات تحذيرية. وعند حدوث عطل بمضخة الماء، قد يسخن المحرك في غضون دقائق لأن التدفق يتوقف تقريباً. - مشاكل الرادياتير:
وظيفة الرادياتير هي تبادل الحرارة من سائل التبريد إلى الهواء الخارجي. وأي عائق يقلل من تدفق الهواء أو نقل الحرارة قد يسبب مشكلة. من المشاكل الشائعة هنا نجد انسداد أنابيب الرادياتير نتيجة تراكم الصدأ والرواسب (خاصة إذا لم يتم تغيير السائل منذ فترة طويلة)، أو وجود انسداد خارجي نتيجة (الأوساخ، والحشرات، الرمال)، أو تعطّل مروحة الرادياتير (في السيارات الحديثة قد يحدث العطل في المراوح الكهربائية فتتوقف عن العمل). وفي المناخ الصحراوي مثل الإمارات، يمكن أن يتأثر الرادياتير أيضاً بحرارة الجو الشديدة – فعندما تبلغ درجة الحرارة الخارجية 50°م، يجد الرادياتير صعوبة أكبر في تبديد الحرارة. لذلك فإن الحفاظ على نظافة الرادياتير (بشطفه من الداخل والخارج لتنظيفه من الأوساخ) هو أمر أساسي ليستمر في أدائه بكفاءة. - الخراطيم والأحزمة:
تُعد الخراطيم المطّاطية التي تنقل سائل التبريد والأحزمة التي تشغّل المكونات (مثل مضخة الماء أو المروحة في بعض السيارات) مكونات حساسة للحرارة. ومع الوقت، تؤدي الحرارة إلى هشاشة الخراطيم أو تشققها. حيث يؤدي أي انفجار في خرطوم إلى فقدان السائل مباشرةً ما يؤدي إلى ارتفاع حرارة المحرك. وبالمثل، فإن الحزام المنقطع يؤدي إلى توقف مضخة الماء عن العمل. إن درجات الحرارة المرتفعة تحت غطاء المحرك في الصيف تعمل على الإسراع بعملية تلف هذه الأجزاء، لذا يُنصح بفحص الخراطيم بحثاً عن أي تشققات أو انتفاخات واستبدال الأحزمة القديمة قبل أشهر الصيف الحارّة. - مشاكل الزيت أو السوائل الأخرى:
يلعب زيت المحرك دوراً في التبريد—فهو يقلل الاحتكاك ويخفض من الحرارة. لذا يساهم الزيت القديم أو المنخفض المستوى في ارتفاع الحرارة. ففي بعض الأحيان قد تسمع خشخشة غير معتادة من المحرك، ما قد يشير إلى ضعف مستوى التزييت بسبب تدهور مستوى الزيت، ويزيد من تراكم الحرارة. أيضاً، يؤدي استخدام نسب خليط خاطىء من سائل التبريد (نسبة ماء عالية جداً ونسبة مضاد تجمد منخفضة) إلى خفض درجة غليان السائل وزيادة إحتمال حدوث الحرارة الزائدة. لذا، استخدم دائماً نوع السائل ونسب الخلط التي توصي بها الشركة المصنعة لسيارتك (عادةً 50/50 من مضاد التجمد والماء، ما لم يستخدم سائل سابق التركيز).
وبجانب العوامل أعلاه، فهناك أيضا عوامل أخرى قد تشمل التحميل الزائد على المحرك (مثل السحب أو صعود التلال في الطقس الحار)، الإفراط في استخدام مبرّد الهواء (التشغيل المستمر للتكييف يزيد الضغط على المحرك وعلى نظام التبريد)، أو حتى غطاء الرادياتير العالق والذي لا يحافظ على الضغط المناسب. وفي حالات نادرة، قد توجد بعض المشاكل الداخلية مثل إنفجار حشية رأس المحرك والتي قد تتسبب في ارتفاع الحرارة والعكس حيث يمكن أن تحدث هي أيضًا نتيجة إرتفاع درجة الحرارة – فالحشية التالفة قد تسمح للحرارة الناتجة عن الاحتراق بالتسرب إلى سائل التبريد أو تسمح لسائل التبريد بالتسرب إلى داخل المحرك، مما يخلق حلقة مفرغة من ارتفاع الحرارة المتكرر.
إن فهم هذه الأسباب أمر هام، لأنه يشير أيضاً إلى الحلول. وفي القسم التالي، نستعرض الإجراءات الوقائية والنصائح التي تساعد محرك سيارتك على مقاومة ارتفاع الحرارة.
نصائح وقائية للحفاظ على برودة السيارة
إن الوقاية من ارتفاع حرارة محرك السيارة تتعلق بالصيانة الجيدة وعادات القيادة الذكية بشكل كبير، خاصةً في فصل الصيف. وقد أصدرت كل من السلطات الإماراتية ومنظمات السلامة الدولية إرشادات للسائقين لتعزيز جاهزية مركباتهم لفصل الصيف. وفيما يلي نوضح ما يجب عليك فعله:
- إجراء فحص شامل مع قدوم فصل الصيف: هذا الأمر بديهي، إلا أن العديد من السائقين يتجاهلونه. قبل حلول موسم الصيف، احرص على فحص سيارتك. ركّز على فحص نظام التبريد: قم بشطف الردياتير إذا كان هذا الأمر حان موعده، واختبر ضغط النظام للتأكد من عدم وجود تسريبات، وتأكد من سلامة الترموستات ومضخة الماء.
في الإمارات، تؤكد حملات التوعية مثل حملة «صيف بلا حوادث» في دبي ( تحت إشراف هيئة الطرق والمواصلات بالتعاون مع وزارة الداخلية والشرطة) على فحص مستويات سائل التبريد وزيت المحرك والأحزمة والخراطيم قبل الرحلات الطويلة. وتتوافق هذه التوصيات مع إرشادات إدارة السلامة المرورية الوطنية الأمريكية (NHTSA)، التي تنصح بأنه « إذا تريد أن يعمل نظام التبريد الخاص بسيارتك بأقصى كفاءة لتجنب ارتفاع حرارة المحرك»، فإن ذلك يعني ضرورة التأكد من التعبئة الكاملة لسائل التبريد واستبدال القديم وفق الجدول الموصى به. تذكّر أن 28% من السائقين في الإمارات اعترفوا بعدم قيامهم بخدمات الصيانة لسياراتهم قبل الصيف – وعدم وجودك ضمن هذه النسبة يمنحك ميزة كبيرة في تحقيق مبدأ السلامة على الطريق لك ولسيارتك. - التحقق الدوري من السوائل (ليس فقط سائل التبريد): إن سائل التبريد من السوائل المهم فحصها ولكن لا تغفل أيضاً عن فحص زيت المحرك (الذي يساعد في تبريده)، وزيت ناقل الحركة، وسائل الفرامل. فالزيت منخفض المستوى أو القديم يجعل المحرك يعمل بجهد أكبر فتتولد حرارة أعلى. حافظ على مستوى الزيت الصحيح وتابع مواعيد تغييره. أيضًا تفقد سائل التبريد أسبوعياً في الأجواء الحارة – عندما يكون المحرك بارداً، يجب أن يتراوح مستوى سائل التبريد بين “الحد الأدنى” والحد الأقصى”. وإذا احتجت إلى إضافة مزيد من السائل، فلا تفتح غطاء الرادياتير أبدًا حينما يكون المحرك ساخنًا ( انتظر على الأقل ما بين 40–60 دقيقة بعد إيقاف تشغيل المحرك).
- فحص الأحزمة والخراطيم: بين الحين والآخر قم بفتح غطاء المحرك وابحث عن أي علامات للتلف. يجب أن تكون بنية الخراطيم متماسكة (غير صلبة جدًا أو لينة جدًا) وخالية من الشقوق أو الانتفاخات. راقب نقاط الوصل حيث تبدأ التسريبات عادةً منها (ابحث عن بقايا بيضاء أو ملونة قد تكون بقايا سائل تبريد جاف). كذلك، لا ينبغي أن تكون الأحزمة مهترئة أو متشققة؛ فإذا رأيت مناطق لامعة أو ملساء فيها، فقد يكون ذلك دلالة على انزلاقها. وكقاعدة عامة، إذا تجاوز عمر الحزام خمس سنوات تقريباً، فكر في استبداله قبل أشهر الصيف الحارة.
- الحفاظ على نظافة الرادياتير وشبكة المقدمة: تأكد من خلو الرادياتير من أية عوائق تحول دون تدفق الهواء. أزل أوراق الشجر إن وجدت والرمال أو الأوساخ من الشبك الأمامي. بعض السائقين في المناخ الحار يقومون برش الرادياتير بماء خفيف (بعد تبريده وإيقاف المحرك) لتنظيفه من الأتربة. وإذا كانت سيارتك مزودة بمبرد إضافي للناقل أو رادياتير داخلي (للمحركات التوربينية)، فاحرص على تنظيفه أيضاً. إن تدفق الهواء بشكل سليم هو شريان الحياة لنظام التبريد حال القيادة.
- مراقبة مؤشر درجة الحرارة: لا ينتبه الكثيرون إلى مؤشر حرارة المحرك إلا بعد فوات الأوان رغم أنه أمر أساسي في متابعته. بمجرد أن ترى المؤشر يتحرك فوق منتصف المعدل الطبيعي للحرارة (أو حدثت قفزة غير طبيعية في مؤشر القراءة الرقمي)، اتخذ إجراءً فورياً وقم بإيقاف تشغيل المكيّف وشغّل المدفأة لجذب الحرارة بعيدا عن المحرك (ستصبح الأجواء داخل السيارة حارة، لكن هذا يمنحك بعض الوقت). إذا استمر المؤشر بالتحرك نحو المنطقة الحمراء، قم بالتحرك بالسيارة بالتدريج من وسط الطريق إلى جانب الطريق لركنها في أقرب مكان آمن. لا تتجاهل أبداً إشارة تحذير المحرك أو مؤشر ارتفاع درجة الحرارة، معتقداً أنه سيختفي من تلقاء نفسه. المحركات قوية نعم، لكن فقط حتى مدى معين – بعد تجاوزه، تحدث الأضرار بسرعة.
- عادات القيادة السليمة: في ظروف حرارة الجو الشديدة، حاول أن تخفف من وطأة القيادة على سيارتك عن طريق تجنب القيادة بسرعة عالية لفترات طويلة أو التسارع العنيف، خاصةً إذا لاحظت ارتفاع مؤشر حرارة المحرك. إذا علقت في زحام مروري وارتفعت درجة الحرارة، حوّل ناقل الحركة إلى الوضع الخامل وقم برفع سرعة دوران المحرك قليلا وبرفق – فهذا يجعل مضخة الماء والمروحة تعملان بسرعة أكبر لتدوير سائل التبريد (بافتراض أن نظام التبريد الخاص بسيارتك يعمل بشكل صحيح). استخدام واقي أو مظلة شمس للسيارة عند ركنها واحرص على ركن السيارة في الظل كلما أمكن حيث يساعد ذلك على بقاء السيارة أكثر برودة، مما يعني أنه عند إعادة التشغيل مجددًا فإن المحرك والمكيّف لن يضطرّان لبذل قدر كبير من المقاومة نتيجة الحرارة المتراكمة.
- العناية بالإطارات (هام للغاية): قد يتفاجأ البعض من ذلك، لكن للإطارات دور غير مباشر في مشاكل ارتفاع حرارة المحرك. فالإطارات ذات الضغط المنخفض تولّد احتكاكاً وحرارة أكبر على الطريق، مما يزيد الحمل الكلي على السيارة (وإذا انفجر إطار، فقد يتسبب في تلف سيارتك). تشير هيئة الطرق والمواصلات إلى أن المحافظة على ضغط الإطارات المناسب واستبدال الإطارات القديمة أمر مهم للغاية في الصيف لتجنب الانفجارات. ومن الممارسات الجيدة في هذا الشأن فحص ضغط الإطارات شهرياً (تذكر فحص الإطار الاحتياطي). فهذا لا يمنع أعطال الإطارات فحسب، بل يساعد أيضاً على تحسين استهلاك الوقود.
- المكيّف وحِمل المحرك: يشكّل تشغيل المكيّف عبئاً إضافياً على المحرك. إذا لاحظت ارتفاع درجة الحرارة أثناء صعود تلٍ حاد أو في حالة المرور المتوقف / المتحرك، قم بإيقاف تشغيل المكيّف مؤقتاً لتخفيف الحمل. قد يجعل ذلك المقصورة غير مريحة بسبب الإحساس بالحرارة داخلها، لكنه يساعد على تبريد المحرك. وعلى النقيض، في حالة الارتفاع الطارئ للحرارة، قم بتشغيل المدفأة على أقصى درجة لتفريغ حرارة المحرك إلى المقصورة – بحيث يعمل نظام التدفئة داخل مقصورة السيارة كـ»رادياتير« ثانوي. هذه حيلة معروفة: وعلى الرغم من كونها غير مريحة، إلا أنها قد تمنع تلف المحرك خلال بحثك عن مكان مناسب للتوقف بالسيارة.
- احرص على وجود مستلزمات الطوارئ: أحيانا ومع كل الاحتياطات، قد تحدث أعطال بالسيارة. لذلك فمن الأفضل وجود بعض زجاجات الماء وسائل التبريد في صندوق سيارتك خلال قيادتك على الطريق في فصل الصيف. يمكن استخدام الماء في الحالات الطارئة لملىء الرادياتير (أو للشرب إذا تعطلت السيارة ووجدت نفسك في انتظار المساعدة!). كما يُنصح بوجود عدة الأدوات الأساسية، ومصباح يدوي، وزوج من القفازات المقاومة للحرارة (للتعامل مع غطاء المحرك أو غطاء الرادياتير الساخن). وفي الإمارات، يُنصح بشدة – وبشكل ملزم من قبل بعض السلطات – بوجود مطفأة حريق في المركبة كجزء من إجراءات توعية حملات السلامة خلال فصل الصيف. فقد تكون مطفأة صغيرة بتصنيف ABC منقذة للحياة في حالة إندلاع حريق في المحرك.
ماذا تفعل إذا بدأت درجة حرارة محرك سيارتك في الارتفاع
حتى السيارات التي تخضع لصيانة جيدة قد ترتفع حرارتها في ظروف الجو القاسية. إن معرفة كيفية التصرّف بهدوء وبشكل آمن هو ما يصنع الفرق في الموقف بين الإزعاج البسيط والمحرك المُدمَّر. وفيما يلي خطة عمل خطوة بخطوة إذا لاحظت علامات ارتفاع حرارة محرك السيارة أثناء القيادة:
- أوقف تشغيل المكيِّف وشغِّل المدفأة
أول خطوة كما ذكرنا أعلاه هي إيقاف تشغيل نظام التبريد (التكييف)، ما يخفّف الضغط عن المحرك، ثم قم بتشغيل المدفأة على أعلى درجة. لتنقل هذه الخطوة الحرارة من المحرك إلى داخل المقصورة. نعم، ستشعر بحرارة الجو داخل السيارة، لكنها قد تعمل على عكس مسار ارتفاع الحرارة أو على الأقل العمل على إبطائه. راقب مؤشر درجة الحرارة؛ إذا عاد إلى المدى الطبيعي فربما قد تتجنَّب الاضطرار للتوقف بالسيارة، لكن يجب عليك فحص السيارة لاحقًا. - ابحث عن مكان آمن للتوقف
إذا استمر مؤشر الحرارة في الصعود باتجاه المنطقة الحمراء أو رأيت بخارًا يتصاعد من تحت غطاء المحرك، استخدم إشارة الانتظار تمهيدا للابتعاد إلى جانب الطريق بشكل آمن—ويُفضَّل ركن السيارة في الظل. إن الاستمرار في القيادة مع محرك ساخن قد يتسبب بأضرار لا يمكن إصلاحها. لا تستمر في القيادة محاولًا الوصول إلى ورشة الخدمة إن كان مؤشر حرارة المحرك في المنطقة الحمراء؛ فمن الأفضل التوقف على الفور وترك السيارة لتبرد. كما توصي الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرقات (NHTSA) كذلك بالانتقال إلى جانب الطريق في مكان آمن، تشغيل الأضواء التحذيرية، وإيقاف المحرك. - انتظر (وراقب) قبل فتح غطاء المحرك
بمجرد التوقف، أطفئ المحرك تمامًا وأخرج المفتاح. من المهم الانتظار بضع دقائق قبل فتح الغطاء، لأن البخار المتصاعد قد يطلق رذاذًا ساخنًا نحو وجهك في حال تمزق أحد المكونات. امنح المحرك على الأقل من 5–10 دقائق ليبرد قليلاً. لا تلمس غطاء الرادياتير أو أي جزء من نظام التبريد وهو ساخن، فقد يكون سائل التبريد في نظام الضغط في حرارة أعلى من درجة الغليان. لذا ينصح العديد من الخبراء بالانتظار حتى يعود مؤشر الحرارة للمقياس الطبيعي أو على الأقل يتوقف تصاعد البخار؛ قد يستغرق هذا الأمر في بعض الحالات أكثر من 30 دقيقة. وفي هذه الأثناء، يمكنك الخروج بحذر من السيارة (إذا كان المكان خاليا من حركة المرور السريعة والمكثفة) وفحص الأرض أسفل السيارة بالنظر لمعرفة مدى وجود أي تسريبات. - افتح غطاء المحرك بحذر
بعد أن يبرد المحرك بشكل مبدئي، قم برفع غطائه برفق (باستخدام قطعة من القماش أو قفاز مقاوم للحرارة إذا كان اللسان المعدني ساخنًا). هذا يساعد على طرد الحرارة بسرعة أكبر. كن على حذر بشدة من أي أجزاء متحركة في حال بقاء حرارة مكونات المحرك مرتفعة. إن الغرض من فتح الغطاء في هذه المرحلة هو التهوية في المقام الأول، وليس البدء الفوري في إجراء أي إصلاحات. - تحقق من مستوى سائل التبريد (بأمان)
عندما تتأكد من أن المحرك قد برد قليلاً (مجددًا يفضَّل الانتظار أكثر من 30 دقيقة إن أمكن)، يمكنك فتح خزان سائل التبريد لتفقد المستوى. لا تفتح غطاء المبرد (الرادياتير) والمحرك ساخن جدًا. إذا بدا الخزان فارغًا أو مستوى السائل منخفضًا جدًا، فذلك غالبًا هو سبب الارتفاع.
في الحالات الطارئة، يمكنك إضافة سائل تبريد إضافي أو ماء مقطر ببطء إلى الخزان (وليس إلى الرادياتير نفسه) لرفع مستوى السائل، لكن قم فقط بإضافة سائل التبريد حال كون المحرك دافئًا بعد إيقاف تشغيله والسيارة ليست ساخنة للغاية ولا تقم أبدًا بإضافة ماء بارد إلى كتلة محرك ساخنة (فقد يؤدي ذلك إلى كسره). توفر العديد من السيارات الحديثة خزانات شفافة تسمح برؤية مستوى السائل دون الحاجة لفتح الغطاء. - ابحث عن التسريبات أو الأجزاء التالفة
أثناء تبريد السيارة، قم بعملية فحص بصري. هل ترى أي تسريب لسائل التبريد أو انبعاثات من الخراطيم أو الرادياتير؟ (احذر من تقريب وجهك كثيرًا؛ يمكنك شم رائحة سائل التبريد أو رائحة عطِرة إذا كان السائل يتسرب). كذلك قم بفحص الخراطيم للتأكد من عدم انفجارها أو انفصالها، وإذا انقطع أحد أحزمة التشغيل فقد ترى بقايا منه معلّقة أو تلاحظ توقف بكرة المولد أو مضخة الماء—ومع أن تأكيد ذلك صعب والمحرك في حال توقف فإن مثل هذه الملاحظات السريعة ستساعدك في تحديد خطواتك التالية. على سبيل المثال، التسريب الكبير لسائل التبريد وانقطاع سير التشغيل يعني عدم إمكانية قيادة السيارة حتى يتم إصلاحها وبالتالي يتوجب عليك طلب خدمة المساعدة على الطريق. - قرر الخطوات التالية
إذا كانت المشكلة بسيطة (مثل انخفاض طفيف في مستوى سائل التبريد) وبعد إضافة السائل وإراحة السيارة عاد مؤشر الحرارة طبيعيًا، يمكنك محاولة القيادة بحذر إلى أقرب ورشة صيانة (مع تشغيل المدفأة وتخفيف السرعة). أما إذا كانت المشكلة كبيرة أو ارتفعت حرارة المحرك إلى درجة مفرطة، فمن الأفضل طلب المساعدة. إم القيادة بسيارة ذات محرك مرتفع الحرارة “قليلاً” ربما يكون خطأً قاتلًا في حق المحرك.
في الإمارات، اتصل بخدمة المساعدة على الطريق أو بالشرطة. في الولايات المتحدة أو غيرها من البلدان، اتصل برابطة السيارات AAA أو الخدمات المحلية للمساعدة على الطريق. وتذكّر دائمًا أن السلامة أولًا؛ فإذا كنت على طريق سريع مزدحم، قد يكون البقاء داخل السيارة وربط حزام الأمان مع فتح النوافذ قليلًا بينما تنتظر وصول المتخصصين أكثر أمانًا من المخاطرة بالقيادة على الطريق والسيارة في تلك الحالة. - لا تتجاهل العواقب
حتى لو تمكنت من إعادة تشغيل سيارتك مجددًا، فإنه عليك معالجة السبب الجذري للمشكلة قبل استئناف القيادة بشكل عادي. إن ارتفاع الحرارة ليس حدثًا عابرًا يمكن التغاضي عنه؛ وإنما سيتكرر الأمر ما لم يتم إصلاح سبب المشكلة الأساسي (تسريب، أو ترموستات معيب، إلخ). إن الاستمرار في قيادة سيارة تتكرر بها حالات ارتفاع حرارة المحرك قد يؤدي إلى تشوه في رأس الأسطوانة أو توقف المحرك عن الحركة، وهو ما سيتطلب إصلاح مكلف جدًا. لذا، عليك التوجَّه إلى فني السيارات في أسرع وقت ممكن.
إذا كنت في الإمارات، استفد من عروض صيانة السيارات لفصل الصيف والتي تقدمها العديد من الوكالات ومراكز صيانة السيارات (بعضها بشكل مجاني أو مخفضّ كجزء من حملات السلامة على الطرق). أما إذا كنت في مناخ أقل حرارة من مناخ الإمارات وحدث معك ارتفاع في درجة حرارة محرك السيارة، فلا تفترض أن المشكلة لن تتكرر؛ قم بإجراء فحص شامل لنظام التبريد واجعل ذلك أولوية.
باتباعك هذه الخطوات، يمكنك التعامل مع حالة ارتفاع حرارة محرك السيارة بأقل قدر من المخاطر لك وللسيارة. إن الأساس هنا هو البقاء هادئًا وعدم الذعر؛ إذ غالبًا ما يكون ارتفاع حرارة المحرك أمرا مربكًا لكنه يمنحك بعض الوقت من خلال المؤشرات المسبقة مثل (تحرّك مؤشر الحرارة نحو الارتفاع، أو إضاءة الضوء التحذيري) قبل التعطّل الكامل. لذا، فإنه عليك استغلال تلك اللحظات بحكمة للخروج بالسيارة إلى جانب الطريق بأمان.
الاعتبارات الخاصة: الركاب والأطفال والحيوانات الأليفة
ركّزنا أعلاه على المحرك والسيارة، لكن يجدر التأكيد مجدداً على الجانب الإنساني. لا تترك الركاب، وخصوصاً الأطفال أو الحيوانات الأليفة، داخل سيارة متوقفة في الطقس الحار أبداً. فقد ترتفع درجة الحرارة داخل السيارة إلى مستويات قاتلة في دقائق معدودة. أصدرت السلطات في جميع أنحاء العالم—بدءًا من وزارة الداخلية الإماراتية إلى إدارة السلامة المرورية الوطنية الأمريكية (NHTSA)—تحذيرات صارمة في هذا الصدد تؤكد على إنه: حتى فتح النافذة ولو فتحة صغيرة لا يكفي لجعل المقصورة آمنة. إذا رأيت طفلاً وحيداً في سيارة حارة ومقفلة، فعليك التصرف بسرعة والاتصال بخدمات الطوارئ فوراً—فالقوانين التي تحمي المتدخلين لصالح الخير العام ستحمي من يكسر نافذة لإنقاذ حياة. ونكرر مرة أخرى أنه: ترتفع درجة حرارة جسم الطفل بمعدل 3-5 مرات أسرع مقارنة بالشخص البالغ، وقد تكون ضربة الشمس مميتة عند وصول درجة حرارة الجسم الداخلية إلى نحو (42°م). والأسوء أن ذلك قد يحدث حتى في الأيام التي لا تبدو حارة للغاية. لذا، وبرغم من أن هذه النصيحة لا تتعلق بصيانة المحرك، إلا أنها تُعدّ نصيحة أساسية في أمان السيارة خلال فصل الصيف تحت مظلة مخاطر ارتفاع الحرارة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإنه بالنسبة لأولئك الذين يقودون في المناطق الصحراوية: احرص على أن يكون معك كمية إضافية من الماء للركاب أيضاً. فالجفاف يمكن أن يصيب أي منهم بسرعة حال تعطل السيارة على الطريق والانتظار لقدوم المساعدة. وفي الإمارات، يُنصَح السائقون غالباً بالاحتفاظ بوسائل الحماية من الشمس (كالقبعات أو المظلات) والماء داخل السيارة خلال القيادة وخاصة في فصل الصيف—فهذا جزء من إجراءات السلامة الشخصية في ظل ظروف الحرارة الشديدة.
الخاتمة: كن سابقًا بخطوة ومستعداً
في ظل حرارة الصيف الحارقة، تكمن أفضل أسلحتك في التحضير والانتباه. فارتفاع حرارة محرك السيارة ليس أمراً حتمياً، حتى في المناخ القاسي شديدة الحرارة. فمن خلال صيانة سيارتك – فحص سائل التبريد، واستبدال الأجزاء البالية، واتباع الإرشادات الرسمية للسلامة – سيقل بشكل كبير احتمالية حدوث مشكلة ارتفاع الحرارة. تؤكد حملات “صيف آمن” و“صيف بلا حوادث” في الإمارات، وكذلك الجهود الدولية من منظمات مثل الرابطة الأمريكية للسيارات وإدارة السلامة المرورية الوطنية الأمريكية، الرسالة ذاتها: يمكن الوقاية من معظم أعطال السيارات المرتبطة بالحرارة عن طريق اتباع طرق العناية الأساسية.
وفي الوقت نفسه، من الحكمة أن تكون مستعداً لأسوأ السيناريوهات. تعرّف على العلامات التحذيرية لارتفاع الحرارة (اتجاه مؤشر درجة الحرارة إلى الصعود، ظهور بخار من تحت غطاء المحرك، الروائح أو الأصوات الغريبة) ولا تتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة. وكما قال أحد مستشاري رابطة السيارات الأمريكية: المحركات مرتفعة الحرارة، وانفجارات الإطارات، والبطاريات التالفة” هي أسباب شائعة لأعطال السيارات في الصيف، لكن وجود معدات طوارئ وخطة جاهزة يمكن أن يحوّل كارثة محتملة إلى عطل يمكن السيطرة عليه.
باختصار، عامل سيارتك جيداً خلال موسم الصيف لتعاملك بالمثل. قم بتفقد وتعبئة السوائل، وانتبه لما يشير إليه مؤشر الحرارة، واحترم قوة الطبيعة في الصيف. بهذه الخطوات، يمكنك الانطلاق بثقة على الطريق – حتى تحت شمس الصيف الحارقة – وأنت تعلم أنك وضعت فرص النجاح والسلامة في صالحك. ابقَ هادئًا واستمتع بقيادةً آمنة!